- والمفترض أن الرسالة معه بلا شك, أليس كذلك؟
- لقد أراني اياها عندما ذهبت الى بيته.
- ذهبت الى بيته؟... كان ذلك تصرفا طائشا يا سيدتي.
- حقا؟ لقد كنت يائسة جدا. كنت آمل أن تحركه توسلاتي.
- آه! لا, لا!! ان من شاكلة هذا الرجل لا تحركهم التوسلات! بل انه قد يرحب بها لأنها تظهر مدى الأهمية
التي تعلقينها على الوثيقة. أين يعيش هذا السيد الظريف؟
- في منزل يدعى بونا فيستا في ويمبلدون. ذهبت اليه هناك بعد حلول الظلام. قلت له انني سأبلغ الشرطة
في نهاية الأمر, ولكنه اكتفى بالضحك بطريقة بغيضة هازئة وقال: "بكل ترحيب يا عزيزتي الليدي
ميليسنت, افعلي ذلك ان أردت".
- نعم, انها قضية يصعب ايكالها للشرطة.
- بعد ذلك مضى قائلا: "أعتقد انك أكثر حكمة من أن تبلغي الشرطة. اُنظري هاهي رسالتك في صندوق
الألغاز الصيني هذا!" ورفعها بحيث أستطيع رؤيتها. حاولت أن أخطفها منه ولكنه كان أسرع مني. طواها
وهو يبتسم ابتسامته الكريهة وأعادها الى الصندوق الخشبي الصغير وقال: "ستكون آمنة جدا هنا أؤكد لك
ذلك كما أن الصندوق نفسه موضوع في مكان خفي بحيث لن تجديه أبدا". وعندما تحولت عيناي الى
الخزنة الجدارية الصغيرة هز رأسه وضحك وقال: "كلا, ان لدي خزنة أفضل من هذه". آه, لقد كان
بغيضا! هل تعتقد يا سيد بوارو أن بوسعك مساعدتي؟
- ضعي ثقتك في "بابا بوارو"... سأجد طريقة لمساعدتك.
وعندما ودع بوارو زبونته مصطحبا ايها الى أسفل الدرج, فكرت بأن تأكيداته تلك كانت كلها أمرا لا بأس
به ولكن بدا لي أن أمامنا صخرة صلدة علينا أن نناطحها. قلت ذلك لبوارو عندما عاد الى الغرفة فهز رأسه
بحزن وقال: نعم, فالحل لا يبدو ظاهرا للعيان. وهذا السيد لافنغتن هو صاحب الأفضلية واليد العليا ولست
أرى الآن كيف يمكن لنا أن نحتال عليه.
`hj hgolhv 4