إنتحار دجاجة
دخلت الدجاجة مثقلة بالهموم إلى عيادة الطبيب النفسي (سعيد المسفهل) الذي حجزت عنده موعد ، الدكتور سعدي كان مشهور بإستطاعته معالجتة الإمتئاب القوية و الحالات المقبلة على الإنتحار
كانت غرفة الإنتظار في عيادة الدكتور سعيد مليئة بالمرضى ينظرون دورهم للدخول عند الطبيب ، كان فيه ضب جالس على كرسي في غرفة الانتظار و واضح إنه في قمة الإحباط و ضيقة الصدر جلست الدجاجة جنب الضب و بدأ الضب يحكي لها عن معاناته من بني البشر
قالت له الدجاجة وهي تواسية وسع صدرك يابن الحلال عندنا و عندك خير
هنا غرق الضب في البكاءو قال للدجاجة أنتم يالدجاج على الأقل يذبحونكم "ذبح إسلامي" حنا تصوري يستخدمون علينا الكيماوي (الشكمان) و يغرقونا يالموية أنا ولدي الصغير مات غرق قدامي
و التفتت الدجاجة على الكرسي اللي على يمينها و لقت ببغاء شكله متضايق و شايل الدنيا على راسه قالت له خير إن شاء الله وش مضيق صدرك ؟ أنت ما أحد يذبحكم و لا يصيدكم بالشكمان
رد الببغاء حنا صحيح نعيش في البيوت بس في أقفاص و غير كذا ما فيه كلمة شينة إلا يعلموناها البزران
و أضاف الببغاء .... و أنتي ياوخيتي الدجاجة خير إن شاء الله وراتس شايلة هم الدنيا على راستس
هنا تنهدت الدجاجة بعمق ... تنهيدة مليئة بالحزن و الإحباط :
و قالت لهم أنا شوي و أنتحر لو تعرفون قصتي كان ما تلوموني
مسح الضب دموعة و اقترب من الدجاجة و كذلك الببغاء .... أقتربوا منها لسماع قصتها و سبب عزمها الانتحار
و هنا دخلت السستر الفلبينية تنادي " مدام
دجاجه ... مدام
دجاجه ... يلا دكتر
قامت الدجاجة و دخلت عند الدكتور النفسي بدون أن تقص قصتها <<< وش رايكم بالتشويق
تفضلي تفضلي مدام دجاجه... هكذا رحب الدكتور بالدجاجة المحبطة ... و أشار عليها بالجلوس على الكرسي المريح المخصص للمريض لسرد كل مافي خاطرة
بعد ما انسدحت الدجاجة على الكنبة قرب الدكتور كرسيه و جاب دفتره و قلمه علشان يسجل كلام الدجاجة
خير يا دجاجة ... وش فيتس احكي لي ...
و الله يادكتور كل شيء حولي يخليني احس بالاحباط و يخليني افكر كل يوم في الانتحار
لا حرام عليتس وشو أنتحاره ... إنتي دجاجة حلوه و في عز شبابك... قولي لي ليش تفكرين في الانتحار
أنا مريت بشي ما فيه غيري من الحيوانات مر به و السبب أنتم يا بشر ... من جد ما عندكم رحمة
كل يوم تأكلونا مشوي و مقلي و مضبي و مندي ... ما قلنا شي
بس توصل للتطنز بمناسبة و بدون مناسبة
منهو اللي يتطنز عليتس
أنتم أنتم كلكم ....
اللي ينام مبكر ... تقولون ينام مثل الدجاج
و اللي خطة شين ... تقولون خربشة دجاج
و اللي ما يصوم ... تقولون يصوم صوم الدجاجة
و الخواف ... تقولون عنه "دجاجة
حتى زوجي الديتس ما سلم منكم .... تقولون "بيضة ديتس
طيب طيب هدي أعصابتس حنا ما نقصد شي بس مجرد كلاميعني تقدرين تقولي هرج و مزوح تجي و تروح
]لا وش حتسي ... أنت نسيت المذابح الجماعية
وشي مذابحه
]طلعتوا اشاعة إن فيه أنفلونزا طيور و حطيتوا حرتكم فينا يالضعوف دجاج بمئات الآلاف في مقابر جماعية بدون ذبح حتى
طيب هدي أعصابكوش بعد مزعلتس ... أكيد الحر <<< يبي يغير الوضوع
لا وشو حره أنتم أنتم يا مجرمين سبب زعلي
حتى البيض ما سلم منكم ... تصور يادكتور .. تخيل معي ... دجاجة تتزوج و تنتظر اليوم اللي تشوف فيها فرخها و مجرد ما تبيض تجون تاخذون بيضها من قدام عينها تاكلون جنيني مسلوق و مقلي و شكشوكة بعد و في كل مكان من العالم كأنكم متفقين علينا و على ذريتنا
و هنا يحاول الطبيب النفسي تخفيف المصيبة على الدجاجة المسكينة بس لا تنسين إن عزايمنا و عروسنا مفاطيح حتى يزعلون من المعزب إذا حط دجاج على الصحننن
كلام الدكتور زاد إحباط الدجاجة و غرقت في البكاء خلاص خلاص خلني ابطب من الشباك و أموت و أرتاحأجل فيه أحد يحط بيض على الرز مع المفطح يا مجرمين يا حوشما في قلوبكم رحمة
و الدكتور يحاول يهدي الدجاجة و يحاول يقنعها ما تنتحر
خلاص خلاص عندي طريقة و حل لك أحسن من الإنتحار
يا ميري (الممرضة) تيك ذس تشكن اند دو ذا نيسسري....
يعني خذي هالدجاجة و سوي اللازم معها يس دكتور ... آي أندرستاند ... هكذا ردت الممرضة مع إبتسامة خبيثة و هي تقول إنها فهمت قصد الدكتور
و هكذا تم إنقاذ الدجاجة من الإنتحار سقوطاً من الدور الرابع أو دهساً تحت كفرات السيارات المسرعة
فقد قامت ميري بالواجب و زيادة
و كانت هذه هي النتيجة
.
.
.
.
.
ما يستفاد من القصة :
1- قبل أن تقول لأحدهم أو إحداهن "يا تيس" أو "يا ثور" أو " يا دجاجة" أو " ياكلب" أو "يا بقرة" تذكر إنك حتى و لو لم تتسبب في إحباط الحيوان المشبه به أو جرح شعوره فإنك قد تتسبب في إهانة و جرح شعور للمشبه
2- إكتشفنا إن الدجاجة فعلاً تنرحم
3- طلعت ميري تعرف الطبخ ، أقصد ميري الممرضة طبعاً
Ykjphhhv ][h[i