انسحبت بكل احترام.
- أنت حقا رائع يا بوارو.
- يا صديقي, كان ذلك من أبسط الأمور. والآن, الى العمل! ان الخدم ينامون في الطابق العلوي من
المنزل, ولذلك ينبغي أن لا نجازف بايقاظهم.
- أفترض أن الخزنة مبنية داخل أحد الجدران في مكان ما, أليس كذلك؟
- الخزنة؟ هراء! لاتوجد خزنة؛ فالسيد لافنغتن رجل زكي. وسترى بأنه قد ابتكر مخبأ أذكى بكثير من
الخزنة. فالخزنة هي أول ما يبحث عنه الجميع.
وهكذا بدأ بوارو بحثا منظما في البيت كله. ولكن بعد بضع ساعات من التفتيش الدقيق للمنزل لم يكن بحثنا
قد حقق أي جدوى, ورأيت أعراض الغضب تتجمع على وجه بوارو وقال: آه! تبا! هل سيغلب بوارو؟ أبدا!
دعنا نهدأ قليلا. دعنا نفكر ونستخدم المنطق. دعنا -أخيرا!- نستخدم خلايا دماغنا الرمادية!
ثم صمت بضع دقائق وقد قطب جبينه لأغراض التذكير, وبعدها التمع في عينيه ذلك الضوء الأخضر الذي
أعرفه جيدا, ثم قال: لقد كنت أحمق... المطبخ!
- المطبخ؟ ولكن ذلك مستحيل. والخدم؟!
- بالضبط. هذا من شأنه أن يقوله تسعة وتسعون بالمئة من الناس! ولهذا السبب بالذات فان المطبخ هو
الخيار المثالي, فهو مليء بالأواني المنزلية المختلفة. امض قدما الى المطبخ!
تبعته وأنا مرتاب تماما, ووقفت أراقبه وهو يغوص برأسه في حاويات الخبز والقوارير والأواني, ويدخل
رأسه في فرن الغاز. وفي النهاية سئمت من مراقبته فعدت الى غرفة المكتب. كنت مقتنعا بأننا لن نجد
بغيتنا الا هناك, وهناك فقط. أجريت تفتيشا دقيقا آخر ولاحظت أن الساعة قد بلغت عندئذ الرابعة والربع
وبالتالي فان الفجر قد بات وشيكا, ثم عدت المطبخ.
`hj hgolhv7