زارنا السيد لافنتغن عصر ذلك اليوم. كانت الليدي ميليسنت محقة عندما وصفته بأنه بغيض
فقد شعرت بوخز حقيقي في نهاية قدمي يدفعني بشدة لأركله من أعلى الدرج. كان صخابا متغطرسا في
أسلوبه وقد عامل مقترحات بوارو اللطيفة بمنتهى الازدراء وفرض نفسه -بشكل عام- سيدا للموقف. ولم
أستطع تجنب الاحساس بأن بوارو لم يكن في أحسن حالاته, اذ بدا خائبا مكتئبا.
قال لافنتغن وهو يتناول قبعته: حسنا أيها السادة. يبدو أننا لا نتقدم كثيرا. القضية الآن هي كما يلي: سأحرر
الليدي ميليسنت من هذا الأمر لقاء ثمن بخس كونها شابة رائعة الجمال. ولنقل: ثمانية عشر ألفا. سأسافر
الى باريس اليوم فلدي عمل بسيط علي الاعتناء به هناك وسوف أعود يوم الثلاثاء. وما لم تدفع الأموال
مساء الثلاثاء فستذهب الرسالة الى الدوق. لا تقولا لي ان الليدي ميليسنت لا تستطيع جمع المبلغ؛ فبعض
أصدقائها من الرجال سيكونون على أتم الاستعداد لتطويق عنق امرأة فاتنة كهذه بدين يبذلونه لها... ان
اتبعت الطريقة المناسبة في ذلك.
تورد وجهي خجلا وحنقا, وتقدمت خطوة للأمام ولكن لافنغتن كان قد غادر الغرفة فور انهاء كلامه.
صحت قائلا: يا الهي! لابد أن نفعل شيئا. انك تبدو وكأنك ستقبل ذلك صاغرا يا بوارو.
- ان لك قلبا بالغ الطيبة يا صديقي, ولكن خلايا دماغك الرمادية بحالة يرثى لها. لم تكن لدي الرغبة بابهار
السيد لافنغتن بقدراتي. كلما رأى في مزيدا من الجبن كان ذلك أفضل.
- لماذا؟
تمتم بوارو متذكرا: انه لمن الغريب أنني عبرت عن رغبة بالعمل ضد القانون مباشرة قبل وصول الليدي
ميليسنت!
قلت بلهفة: هل ستسطو على منزله وهو مسافر؟
- أحيانا يكون تفكيرك يا هيستنغز سريعا الى حد مدهش.
- واذا افترضنا أنه أخذ الرسالة معه؟
هز بوارو رأسه مشككا وقال: احتمال ضعيف تماما. من الواضح أن لديه مخبأ في منزله يظنه
`hj hgolhv 5