المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبث حل بهامشي


خبيلان
02-09-2009, 05:51 AM
خواطر وذكريات تجول في ذاكرة النسيان للحظات وتبقى دائما في هامش الذاكرة دونما نسيان أحكي لكم اليوم بعد إن قرأت مقالة تحكي حقيقة ومسلمة في العلوم الإنسانية إن المرء ابن بيئته يتطبع بطباعها ويتخلق بأخلاقها دونما علم مسبق بهذا فلو قارنت على سبيل المثال بين شابين يعيشون في مدينتين متجاورتين لكن الأولى مدينة صخرية جبلية والأخرى مدينة ساحلية لرأيت اختلافا في أمور عديدة.


بما أنني عشت في بيئة تسودها الفوضى و اللانظامية وان النفوذ له اليد الطولى في وسط صارخ بالثقافة التي اسميها بالثقافة الواوية أو سمها ما شئت فهذا لا يغير من الحقيقة شيء وبعد كل هذه المساوئ أصبحت مدمنا ليس على مخدر المورفين الفتاك بل على بغض السلوك النظامي المعتدل واذكر حينما تلقيت الصدمة الحضارية التي علمتني درسا لن أنساه .

انتقلت حينها من مدرسة ذات فناء صغير وطابقين لا يسع عائلتين لتعيش فيه فما بالك بمدرسة قوامها ألف طالب في جو غير صحي حتى إن هؤلاء الطلبة المساكين وأنا احدهم أصبحنا مدمنين بعد الإدمان الأول الذي ذكرته على الروائح الكريهة أعزكم الله التي تأتي إلينا من الشارع الذي أمام الفناء لا عليك أيها القارئ فأكاد اجزم انك ممرت بما مررت به فهذا حال كثير من منابر العلم في بلادي العزيزة ، انتقلت إلى مدرسة أخرى في إحدى الدولة الغربية حيث التكييف المركزي والفصول المجهزة بأعلى التقنيات حواسب في كل مكان طلاب على محياهم السرور والسعادة مأكولات مما لذ وطاب وفناء يتسع لأكثر من ألف طالب تغطيه الأعشاب الخضراء وكأنك في جزر الكاريبي ولست في المدرسة .

رن جرس المدرسة وليته ما رن حان موعد الانصراف خرج الطلاب بحقائبهم في كل انسيابية تاركين خلفهم الكتب والأوراق داخل المدرسة فتعجبت من هول الأمر أيخرج طالب العلم بلا كتب ولا دفاتر وتذكرت كيف كنت اقطع مسافة النصف ساعة سيرا على الأقدام في شمس الظهيرة القارس وأنا محمل بحقيبة لو سقطت على احدهم لأردته قتيلا و ياليتني انتفعت بما في حقيبتي من علوم فكلها ذهبت في مهب الريح .


خرجت من المدرسة وأنا أسير في جو ممطر باعثا بالحياة لأقطع الشارع المقابل فأردت أن اسلك الطريق من النصف كعادتي في بلادي العزيزة وبينما أنا هام بالسير إذ بمن يصرخ توقف توقف تمالكت نفسي قليلا فقلت لعله لم يردني فقال لي بلغة الفرنجة هل أنت مجنون لم أكن افهم ما يقول سوى انه كان عبوسا قمطريرا ويشير إلى الشرطي الذي يقف في نهاية الطريق لكي يوقف السيارات القادمة ليسلك الطلاب الطريق بكل انسيابية غير معهوده لم أرها في بلادي العزيزة.

انصرفت إلى البيت وأخذت قصطا من الراحة بعد عناء الصدمة واستيقظت على صراخ والدي هيا حان موعد المدرسة السعودية فتذكرت فناءنا العزيز وتذكرت إدماني فقلت في نفسي لعله مصيرك المحتوم إن تظل مدمنا فذهبت وكلي أمل أن تنشق الأرض فتبتلع تلكم المدرسة التي أنا ذاهب في الطريق إليها،دخلت هذه المدرسة فحمدت الله بما هو أهله وذكرته فحال مدرستي في بلادي العزيزة أطيب من هذه المدرسة إيه والله كيف وهذه المدرسة باركات أو صناديق شبيهه بالسيارات الضخمة التي ربما تناسب ان تربي فيها قطعان من البقر الهولندي على أن تعلم فيها طلاب متغربين عن أوطانهم لكن لا عليك فقد أهدت إلي هذه المدرسة ثقتي بنفسي حينما تجادلت جدالا أشبه بجدال الطرشان حينما تحدثت إلى أستاذة التاريخ ولا أظنها أستاذة في التاريخ ولكن ربما إنها عاملة نظافة جلبت لكي تدرس تاريخ أعظم البشرية في الوجود،حينما جزمت هذه الأستاذة بان شخصية أبو لهب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أبو جهل وانه هذا الرجل له كنيتين يحب أن يتسمى بها فقلت اللهم يا مثبت العقول ثبت عقولنا على الصواب مخ40 ...........



حينها قطعت على نفسي عهدا أن أنحر الفوضى مصحوبة بالواو بسكين النظامية في السلوك والاعتماد على الله ثم على النفس والساعد واليد وترك التقافز للسفليين من القوم، مثلما ينحر إخواننا في جهاز الهيئة الرذيلة بخنجر الفضيلة.........ختاما هو تساؤل بعد هذه السردية التي اجتهدت جهد المقل في سردها لعلها توصل الفكرة والمفهوم،،، لماذا نحن هنا وهم هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــاك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ولماذا رضي قومي من العلى بالدووووووووووووون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟