سبحان ممسك البحر عن الفيضان والذاكرة عن النسيان التي تتذكر في هذه الأيام العصيبة حين تنحر الإنسانية في قلوب البشر فلم يعودوا على سابق العهد بإنسانية توفق هذا التوحش الذي يمارس على شعب اعزل لا يقوى على الدفاع عن نفسه وفي وسط معمعة المعركة وخيانة الخلطاء والأولياء حينها فقط نذكر سجل البطولات ورصيد المعارك لأهلها وروادها نذكر بطلا ظهر من دولة تكاد أن تكون منسية عن الخريطة العالمية في النسيج السياسي
إحدى دويلات أمريكا الجنوبية ألا وهي الأرجنتين خرج المناضل العظيم جيفارا الرجل الذي عجزت أرحام النساء أن تنجب مثله خرج من دولته ليناصر الضعفاء والمستغلبين على أمرهم في كوبا فناصر الكوبيين في حربهم ودفاعهم حتى انتصروا والغريب في الامر أنه خاض حربا ليست حربه فلم تربطه بهم رابط الدين ولا رابط العرق وانما رابط حب الدفاع عن المظلومين وان يقول للذين استمرؤ الظلم توقفوا......... رحل هذا البطل من دائرة الحياة لكنه مازال متربعا في شريط ذاكرة البطولات الشريفة التي عملتنا أن نكون على قدر من المسؤولية تجاه البشرية والإنسانية جمعاء واذكر مقولة هذا البطل الشهير حينما قتل احد جنود معسكر العدو
(ليته لم يمت ....ليتني لم أره .....ليته كان معنا) فانظر إلى حب العدالة والإنصاف كيف يسوق بالنفس البشرية إلى أسمى المعاني والأخلاق النبيلة.....أكاد أجزم أن بيننا آلاف من أمثال جيفارا لكنهم مازالوا في الظل ظننا منهم بان السعادة لا تأتي إلا حينما يختبئ المرء تحت الظل اخذين بمقولة ديكارت (عاش سعيدا من بقي في الظل) وأختم مقالتي بقول الشاعر عنترة بن شداد:
لا تسقني ماء الحياة بذلة ............بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
تقبلوا تحياتي...........................